كنوز المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كنوز المعرفة

عالم الكنوز
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سرك أسيرك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


انثى
عدد الرسائل : 137
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 08/03/2007

سرك أسيرك Empty
مُساهمةموضوع: سرك أسيرك   سرك أسيرك Icon_minitimeالجمعة مارس 16, 2007 6:10 pm


سرك أسيرك

تمتلكني الدهشة جدا حينما أرى احد ممن حولي يبوحون بسر لهم -والذي لا يستطيع كتمانه والحفاظ عليه إلا أولوا العزم من الناس-
لا اعلم هل هذا طبعي أن تكون للسر مكانته بالقلب لأنه سر يجب أن يحفظ ومستودعه حفظه،
أم انه لابد فعلا ان نحتفظ بسرنا فلا نضع مصيرنا وسمعتنا بيد الآخرين .. في عالم يندر به وجود امين لسرك الغالي
كما أن سرك جزء من شخصيّتك ، فلا ينشره بين الناس ، فيعرِّضها للخطر ، وربّما للإهانة .. فيجني على نفسه أو اُسرته ..
والسرّ أحياناً يكون في شيء سيِّئ يصدر من الانسان بسبب جهله وخطأه .. والله سبحانه يستر على عباده ويعفو ، ويغفر للتائبين ، وحينما يكشف الانسان سرّه يُعرِّض شخصيّته وسمعته للإهانة والخطر ، وربّما يقطع طريق الاصلاح والخلاص على نفسه ، وذلك فعل محرّم ، وجناية على النفس ، وخيانة لها ..


إذا المرء أفشى سره بلســــانه
ولام عليـــــه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السـر أضيق

إنّ الإنسان قد يحتاج إلى أن يستشير بعض أصدقائه أو معارفه في قضية خاصّة به ، فيطلعهم عليها لمساعدته ، أو ليحذِّرهم منها ، وواجبهم الشرعي والأخلاقي الاحتفاظ بذلك السرّ فإنّه أمانة .. وتلك المسألة مسموح بها في حدود الثقة والمصلحة .. ولكن البعض من الناس يعيش حالة من السّذاجة والثرثرة ، فيتحدّث بكل ما عنده لمن يصادقه ويصاحبه ..
إنّ بعض الناس يحتفظ بالسِّرّ ما زالت علاقته حسنة بك ، فإن اختلف معك كشف سرِّك ، أو قد يتحوّل بعض الناس من وضع حسن إلى وضع سيِّئ فيستخدم السِّرّ الذي اطّلع عليه بالأمس لابتزازك ، وإرغامك على ما يريده منك ، وإلاّ كشف سرّك ..
ومن الناس مَن لا يحتفظ بالسِّرّ ، ولا يحرص على مصير الآخرين وسمعتهم، فعندما يستمع إلى حديث من صديقه يُسارِع بنقله والتحدّث به للآخرين ..
وكم من الناس ذهب ضحيّة إفشاء السِّرّ وكشفه ، فسقط في المجتمع، أو عُرِّض للأذى والمشاكل ..

والذي يحفظ السر رجل قوي الإرادة ، صلب العزيمة استطاع أن يجاهد نفسه ويقهر شيطانه، ومن هنا يمكن للإنسان أن يأنس به ويستريح إليه في صداقة أو معاملة أو غير ذلك.
والذي لا يحفظ السر ولا يبالي بإفشائه رجل فيه ثلاث صفات.
1ـ ضيق صدره وقلة صبره.
2ـ غفلته عن الحذر الذي يجب أن يكون عند العقلاء ، وسهوه عن اليقظة التي ينبغي أن يتصف بها أذكياء.
3ـ ارتكابه الضرر والمخاطرة بما لا يعرف عقباه.

ما الذي يحمل على إفشاء سر غيره؟
1) العجب والفخر والزهور، وذلك بإظهار علمه بشيء لا يعلمه غيره، لإظهار مكانتهم ، واستجداء خير الناس ، أو تعظيمهم لهم ، فقد يكون الحامل للرجل على إفشاء السر مثل هذا الشعور.
2) طبيعة الإنسان في حبه إتيان ما منع منه ، فإن المحظور يغري بارتكابه إن لم تكن هناك عصمة من خلق او دين كما يقول القائل (احب شيء إلى الإنسان ما منعناه منه).
3) النكاية او التشهير ، فإن إفشاء السر يؤذي صاحب السر إيذاء شديدا، والسر سلاح خطير قد يستعمل في الشر إن لم يكن هناك خلق أو دين.
4) الاستفادة من هذه الاسرار التي عرفها فهي معلومات يمكن له أن ينتهزها فرصة ويستعملها في خير يفيده، كمن يودع سر صنعته، أو خططه الاقتصادية مثلا عند غيره من الناس فيفشيها هو باستعمالها وتطبيعها، ويفوت بها غرضا طيبا كان يقصد إليه صاحب السر من كتمانه وإيداعه عند هذا الشخص . فإفشاء السر إما لطبيعة في النفس ، وإما لإرادة الشر للغير ، أو حب الخير للنفس.

ولإفشاء السر وسائل كثيرة فقد يكون بكلمة تقولها لغيرك في أثناء حديث عادي أو لقاء عابر ، وقد يكون بإشارة صامته لكنها عند الغير تكون معبرة عن شيء كبير ، وقد يكون بمقالة تكتب أو خبر ينشر ، أو بمقالة صحفية ، أو تقرير عن العمل أو نشرات دعاية او تحد بعدم المعرفة.. بل قد يكون إفشاء السر بمعرفة رقم "التليفون" أو بالتزام السير أو السهو أو الوجود في شارع أو حي أو مكان معين ، وقد يكون بنظر أحد المتطفلين إلى بعض أوراق يحملها الإنسان فيعرف منها اسم حاملها وعمله ، وكثيرا مما لا يجب أن يعرف ، وقد يكون التحسس والتجسس وقد يكون التحمس في الحديث لإظهار العلم والاحاطة ببواطن الأمور وسيلة من وسائل إفشاء السر

وكم من الوصايا التي صدرت عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والحكماء ترشدنا إلى حفظ السرّ ، نذكر من تلك الوصايا والحكم :
«سِرُّك أسيرك ، فإن أفشيته صرت أسيره».
«إفشاء السرّ سقوط».
«لا تطلع صديقك من سِرِّك ، إلّا على ما لو أطلعت عليه عدوّك لم يضرّك ، فإنّ الصّديق ، قد يكون عدوّاً يوماً ما».

إني كتمت حديث ليلى لم أبح
يوما بظـــاهره ولا بخفيه
وحفظت عهد ودادها متمسكا
في حبها برشــاده أو غنيه
ولها سرائر في الضمير طويتها
نسي الضمير أنهــا في طيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkanz.niceboard.com
 
سرك أسيرك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنوز المعرفة :: التصنيف الأول :: كنوز علم الإدارة-
انتقل الى: